كيف أنظم حياتي؟ لماذا ننظم؟
إن كنت تقرأ هذا الكتاب فأنت تريد أن تكون أكثر تنظيماً، وربما شخص تعرفه يريد ذلك أيضاً، قد تشعر أن الحياة ستغدو أكثر بساطة وأقل إرهاقاً حين تكون منظمة، قد تُفاجأ أيضاً أن الفوضويين من بيننا يمكنهم التعلم كيف يكونون أكثير تنظيماً، ما يبدأ كجهد يمكن أن يصير عادة ثم أسلوب حياة.
ما لم نبدأ بالموقف المناسب، فلن نجد أبداً الحل المناسب، يكتسب الرجال مميزاتهم الخاصة من تصرفهم بطريقة خاصة، تكون عادلاً حين تؤدي أفعالاً عادلة، ومتسامحاً حين تؤدي أفعالاً متسامحة، وشجاعاً حين تؤدي أفعالاً شجاعة.
فوائد التنظيم
هل سبق لك أن توقفت وسألت نفسك ما فائدة أن تكون حياتك منظمة، ولماذا حسن إدارة الوقت والتخلص من الفوضى يمكن أن يكونا مفيدين لصحتك وسعادتك؟ إليك تذكير سريع:
- ستوفر الوقت لأن دقائق كثيرة قد تصل إلى ساعات تضيع منك أثناء بحثك عن الأشياء، ماعدا الإحباط والغضب والتوتر الذي قد يصيبك وأنت في عجلة من أمرك ولا تستطيع العثور على مفاتيحك أو حقيبة الطعام لطفلك.
- ستنجز أكثر لأن التنظيم يجنبك إضاعة الوقت عبثاً ويمكنك من تبسيط المهمات وتوزيعها بطريقة مجدية.
- سيمنحك هذا في المقابل مزيداً من الوقت لنفسك لفعل الأشياء التي تحب: ممارسة الرياضة طبخ الطعام الصحي، قراءة الصحف، المزيد من الوقت مع عائلتك وأصدقائك.
- ستبدو أكثر احترافية في العمل وتعطي انطباعاً أفضل عن نفسك إذا لم تكن تضيع الوقت في البحث عن ملف في غير مكانه أو تتأخر عن مواعيدك.
- ستوفر المال إذا كنت مدركاً ما تمتلكه بالفعل وتستطيع العثور عليه قبل شراء المزيد.
- ستكون قدوة للفريق الذي تقوده في العمل أو لعائلتك، خاصة إن كان لديك أطفال ترغب أن يكونوا منظمين، من الصعب تدريبهم على هذا السلوك ما لم تكن منظماً، تعليم الأطفال المهارات الأساسية للتنظيم أمر مجد مدى الحياة، إذ يساعد في تخفيف الضغط عنك ولا تعود مضطراً إلى عمل كل شيء لأفراد العائلة.
- ستشعر بالتحسن في بيئة هادئة ومنظمة جيداً، الحياة الخالية من الفوضى هي حتماً أكثر راحة.
التنظيم: شخصيتك وأسلوبك
هل أنت شخص تحب الترتيب في حياتك، حيث هناك مكان محدد لكل شيء في مكانه؟ أم على العكس، تكون مرتاحاَ أكثر حين تترك الأمور كما هي على عفويتها؟ نادراَ ما يكون هناك قطع وفصل بين هذين النقيضين كما يوحيان، غير أن كيفية التعامل مع الفوضى في البيئة المحيطة بك أمر يستحق التفكير، فما الأشياء التي تجدها مقبولة وما التي تشعرك بقلة الارتياح، مفيد أن تدرك أسلوبك الشخصي في التنظيم لخلق بيئة منسجمة للعيش والعمل أو لتحديد النواحي التي تحتاج إلى تحسين، كما أنه يفيد لفهم تضارب الشخصيات حيت تختلف الأساليب التنظيمية ولإدارة العلاقات في ما بينها.( مـــكان لـــكل شيء وكـــل شيء في مـــكانه ).
نظرية الفوضى: ماالذي يمنعك من أن تكون منظماَ
بالنسبة إلى المنظمين الشخص غير المنظم هو لغز، لايجدون مبرراَ لغياب التنظيم، لكن في هذا الأمر تجاهلاَ لبعض الأسباب النفسية الكامنة وراء الشعور بأن الفوضى قد تبدو أحياناَ الخيار الأفضل، عند بعضهم تمثل العقبات المادية الناجمة عن أكوام الكتب، أو رزم المستندات غير المصنفة، أو سلال الغسيل الممتلئة التي تنتظر الانتباه إليها، درعاَ في وجه العالم الخارجي، قد تكون هذه الحواجز مفيدة في الحفاظ على المساحة الشخصية ومنع الآخرين من الاقتراب أكثر مما ينبغي، حرفياَ أو مجازياَ..
متعة إعداد القوائم..
بعض الناس هم صانعو قوائم بالفطرة، والآخرين ليسوا كذلك، إن كنت تكره فكرة إعداد القوائم لكنك تجاهد لتكون منظما وتوفر الوقت، فربما عليك إعادة النظر في هذه الفكرة، عملية إعداد القوائم طريقة سهلة للغاية لتنظيم أنفسنا، كل ماتتطلبه هو أن نتوقف ونفكر ونخطط بتسلسل منطقي للطريقة الأكثر فعالية لإنجاز المهمات، كتابة الأشياء تساعد الدماغ على التركيز.
نحن ننشيء قوائم بالأماكن التي نريد زيارتها، والكتب التي نود قراءتها، والطعام الذي نحتاج شراءه، والمهمات التي علينا إتمامها، والأفكار التي نريد تذكرها، ثمة حالة نفسية إيجابية مرتبطة بهذا كله، غالباَ ما يكون إعداد قائمة هو الخطوة الأولى نحو التزام المهمة لكونه يوضح الأفكار ويجعل كل ما يجب عمله قابلاَ للإدارة، كما يخفف الضغط الناجم عن محاولات تذكر كل شيء، الكتابة تجعل أفكارك منظمة فتشعر بالسيطرة عندما تنقل التفاصيل إلى الورقة وتكون قادراَ على شطب المهمات المنجزة، ما يعزز شعورك بالرضى..
نظم حياتك العملية
نمضي خلال حياتنا الكثير من الوقت في العمل، سواء بصورة نظامية أو غير نظامية، قلة منا لديهم نوع العمل الذي يعتمد عليهم فقط، في حين أن الغالبية عليهم تنظيم حياتهم المهنية في محيط من الأشخاص مع مراعاة متطلباتهم وتركيباتهم، يصح هذا سواء كنت نادلاَ، أو رئيساَ تنفيذياَ في شركة كبرى، أو متدرباَ في بداية حياتك المهنية، كائناَ من كنت وأياَ كان عملك، كيفية أدائك إياه ستؤثر في الآخرين، قد لا يتوفر التوازن بين العمل والحياة كما ترغب غير أن التفكير في كيفية تفعيل هذا التوازن يمكن أن يحسن الأمور..
تنظيم حياتك الرقمية
التكنولوجيا خادم جيد لكنها سيد سيىء مع ذلك، إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة، قد تساعد في الحفاظ على تنظيمك ما دامت تحافظ على تنظيمها، لن تكون منظماً إذا لم تستطيع العثور على أي شيء على الكمبيوتر أو اللابتوب أو هاتفك الذكي، ولذا تحتاج نظاماً أساسياً لترتيب الملفات، اجعله بسيطاً واستخدم مجلدات عامة كالتي تستخدمها لخزانة الملفات قديمة الطراز: إدارة (العمل والبيت)، العطلات، الميزانيةزز ضمن المجلدات يمكنك حفظ ملفات متنوعة.
نظم أموالك
المال ليس مجرد وسيلة لتحقيق غاياتنا أو أداة لتسيير معاملاتنا، علاقتنا بالمال مرتبطة بتركيبتنا النفسية، إنها مثقلة عاطفياَ وتضرب جذورها في مختلف أنماط التفكير الخاصة بنا والمتعلقة بالسلطة والأمن والسيطرة والاستقلال والحرية والسعادة وما إلى ذلك من أمور تؤثر في الآلية التي ننظم بها أموالنا، (إن قدنا ثروتنا، فسنكون أثريا وأحراراَ، إن قادتنا ثروتنا، فنحن فقراء حقاَ).
إدارة الوقت
الطريقة التي تدير بها وقتك هي أكثر ما يجعل حياتك العلمية منظمة أكثر، على مدى سنوات، طبُق عدد من الخبراء في إدارة الوقت وتنظيم مكان العمل أفكارهم على الجوانب الرئيسية التي يمكن أن تحدث فرقاً في التنظيم.
- ميز بين ما هو عاجل وبين ماهو مهم، حدد الأولويات ولا تخطئ بالتورط في ماهو عاجل وغير مهم، تعلم التركيز على ما يفيدك على المدى الطويل.
- حدد الأهداف‘ إن لم تكن مدركاً ما ترمي إلى إنجازه في العمل، فمن الصعب أن تعرف حين تنجح بتحقيقه، قد يشمل هذا مهمات صغرى وإنجازات ضخمة على مدار يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة، يمكنك تحديد الجدول الزمني والموعد النهائي.
- لا تبالغ في الالتزام، كن واقعياً حول المدة التي يستغرقها إنجاز عمل ما، وامنح نفسك الوقت الكافي، فاوض لتأجيل الموعد النهائي أو قل "لا" إذا احتاج الأمر.