كتاب قواعد السطوة (روبرت جرين)

أقتصد دائماً في كلامك

كثرة الكلام تضيع هيبتك وتظهرك أقل عزما، وحتى الكلام التافه سيبدو أكثر وقارا وتأثيراً إن كان مقتضبا وغير محدود ومفتوحاَ على كل التفسيرات، وأصحاب السطوة يؤثرون في الناس ويرهبونهم بإيجاز كلامهم، وكلما تكلمت أكثر يزيد احتمال أن تقول شيئاً تافها أو غبياً.


قواعد السطوة
قواعد السطوة


السمعة عماد السطوة- دافع عنها باستماتة

السمعة وحدها يمكنها أن ترهب وتنتصر، وسقوطها يعرضك للهجوم والضربات من كل جانب، حافظ على سمعتك وتنبه لأي هجمات تحاك ضدها واحبطها قبل أن تمسك.

الفت إليك الأنظار بأي ثمن

تقدر الأشياء بمظهرها ولا أحد يهتم بما لا يراه، لا تكن نكرة وسط الجموع حتى لا يتجاهلك الناس، غبرز نفسك واختلف عن الآخرين والفت إليك الأنظار بإظهار المكانة أو الحيوية أو الغموض حتى لاتضيع وسط الجموع المائعة والخجولة.


استفد من جهود الآخرين لكن احتفظ لنفسك بالتقدير

استخدم حكمة الآخرين ومعارفهم وسعيهم لتقصي الحقائق لتحقيق مآربك فذلك لن يوفر وقتك وجهدك الثمين فحسب ولكن سيضفي عليك هالة إعجازية من الكفاءة والسرعة، وسرعان مايتم نسيان من ساعدوك وتبقى أنت وحدك في الذاكرة، لا تفعل بنفسك ما يمكن أن يفعلة لك الآخرون.


استدرج الآخرين لفعل ما تريد 

حين تجعل الأخرين يفعلون ماتريد تكون لك السيطرة عليهم، والأفضل أن تغري خصومك ليأتوا إليك متخلين عن خططهم الخاصة، استدرجهم إليك بالمكاسب لتكون أوراق اللعبة في يدك ثم هاجمهم وافرض عليهم شروطك.

انتصر بأفعالك وليس بكلامك

الانتصارات اللحظية التي تظن أنك أحرزتها بالجدل هي في الحقيقة انتصارات سفيهة: فالامتعاض والضغينة التي تتركها تفوق في قوتها وبقاءها أي تغيرات لحظية في آراء الآخرين، القوة الأكبر تأتي من اتفاق الآخرين معك من خلال أفعالك دون أن تتفوة بكلمة، أعرض ولا تشرح.

احذر من البائسين حتى لا تنتقل إليك عدواهم

بؤس الآخرين قد يقتلك- فالمشاعر معدية كالمرض، قد تظن أنهم غرقى وأنك تساعدهم بينما أنت بذلك لاتفعل سوى أن تدفع بنفسك إلى الكارثة ، البائسون أحياناً يجلبون العسر لأنفسهم وقد يجلبونه لك أيضاً ، دعك منهم وخالط السعداء والمحظوظين حتى ينتقل إليك حظهم.

تعلم أن تحتفظ باعتماد الآخرين عليك

لكي تحافظ على حريتك واستقلالك بين الناس عليك أن تجعلهم محتاجين إليك ومعتمدين عليك لتحقيق سعادتهم وازدهارهم، لكن لاتعلمهم أبدا ما يكفيهم للاستغناء عنك.


ادفع بالتي هي أحسن، اكسب ولاء من يهمك أو ارفع عنك عداءه بالسخاء والتلطف

قيامك بفعل واحد ينم عن الطيبة والإخلاص يكفر عنك لدى الآخرين ويلهيهم عن العشرات من أفعالك الغادرة، والإظهار الصادق للتلطف والكرم يفتح قلوب حتى أكثر الناس ارتيابا، وبمجرد أن ينفتح لك قلب من يهمك يمكنك أن تحركه وتتلاعب به كما تشاء، والهدية التي تقدمها في وقتها المناسب تعمل كالحصان الذي مكُن الإغريق من فتح طروادة.

لاتناشد في الناس العطف أو رد الجميل لكن استدرجهم بمصالحهم

إن احتجت من أحد المساعدة لا تذكرة بما قدمت له من هبات أو مساعدات لأن ذلك سيجعلة يختلق الأعذار للتهرب منك، اظهر له شيئاً يعود عليه بالفائدة من تحقيق طلبك ومن تعاونه معك، وركز كلامك على هذه الفوائد، إن أقنعته ستجده يلبي مطالبك بحماس.


تودد كصديق لتراقب كجاسوس

من الأمور المصيرية أن تكتشف أسرار منافسيك، وعليك أن تخصص لهم جواسيس يأتونك بأخبارهم حتى تكون لك الأسبقية عليهم، والأفضل أن تتجسس أنت لنفسك، في المناسبات الاجتماعية تصرف كمحقق سري واطرح الأسئلة بطرق لبقة وخفية حتى يكشف لك الناس عن نواياهم ونقاط ضعفهم، انتهز كل فرصة لتكتشف أسرار من حولك.

اسحق أعداءك دون رحمة

تعلم القادة جميعاً منذ فجر التاريخ أن عليهم أن يسحقوا من يخشونهم من الأعداء، وبعضهم تعلم هذا الدرس بالتجارب المبررة، الجمرة التي تظل متقدة مهما كانت خافتة سوف تشعل النار في النهاية، والخسائر التي تأتيك من الضربات التي ترحم عدوك أكبر بكثير من خسائر الضربات التي تسحقة لأنك لو لم تنه عليه سيتعافى ويعود للانتقام منك، امحق أعداءك ليس مادياً فحسب بل معنوياً أيضاً.

اتقن فن الغياب لتزيد وقارك ومكانتك

السلعة التي تروج بين الناس يقل سعرها، وكلما زاد حضورك وكلامك تبتذل مكانتك وتقل هيبتك، بمجرد أن يتكون لدى جماعة رأي حسن عنك يكون عليك الانسحاب حتى يزيد حديثهم عنك وإعجابهم بك، عليك أن تتعلم متى تغيب حتى ترتفع قيمتك بندرة حضورك.

ارهب الآخرين بالمفاجأة وكسر التوقع

الناس تحكمهم العادة ويحبون أن يألفوا أفعال من حولهم لأن ذلك يعطيهم الإحساس بالسيطرة والتحكم، بلبلهم وشوش عنهم نواياك بتصرفات مباغتة وغير مفهومة، لأن ذلك سوف يجهدهم في تفسير تحركاتك ويبث فيهم الخوف والرهبة. 

لا تصنع حصنا يفصلك عن الآخرين، فالعزلة خطر يهددك ولا يحميك

العالم مكان خطر ملىء بالأعداء وعلى الجميع أن يحمي نفسه، وقد تظن أن التحصن يؤمنك، لكن العزلة تضيف إلى المخاطر أكثر مما تحمي منها، فهي تصعب عليك الحصول على المعلومات الثمينة وتبرزك كهدف سهل للهجمات، الأفضل أن تتجول بين الناس وتختلط بهم وتصنع من بينهم حلفاء، فالجموع هي الدرع الحقيقي الذي تحتمي به من الأعداء. 

تبين جيدا مع من تتعامل حتى لا تصيب أحدا بجهالة

العالم مليء بأنواع مختلفة من البشر ولا تظن أن الجميع سيردون على استراتيجياتك بنفس الطريقة، هناك أشخاص إن خدعتهم أو تلاعبت بهم سوف يقضون ما تبقى من حياتهم يسعون للانتقام منك فهم ذئاب في جلود حملان، أحسن اختيار فرائسك وخصومك حتى لا تضع يدك في جحر ثعبان. 

لا تلزم نفسك بالولاء لأحد

الأغبياء وحدهم هم من يتسرعون في الانحياز لأحد أطراف الصراع، اجعل ولاءك لنفسك فقط ولاتلزم نفسك بمناصرة أحد، حفاظك على استقلالك يجعلك تتسيد الآخرين، فتأليبك للصراع بينهم يجعلهم جميعا يطلبون دعمك وتأييدك.

استدرج فرائسك بالتظاهر بأنك أقل منهم دهاء

لاأحد يجب أن يظهر غبيا أو أقل ذكاء ممن يتعامل معهم، لكن الدهاء الحقيقي هو أن تشعر من تستدرجه أنه ليس ذكيا فحسب بل أنه يتفوق عليك ذكاءً، وبمجرد أن يقتنع بذلك لن يشك أو يتوقع أبدا ما تدبره له في الخفاء. 

استخدام تكتيك الإذعان لتحول ضعفك إلى قوة

حين تكون الأضعف لا تقاوم أو تقاتل بدافع الكرامة، واختر بدلا من ذلك الإذعان، الإذعان يمنحك الوقت للتعافي وتقويض راحة عدوك في الخفاء والانتظار إلى أن تزول عنه قوته، لاتمنح المتجبرين متعة هزيمتك وسحقك، اجعل الإذعان ضمن ترسانة حيلك للحصول على السطوة.

ركز ضرباتك

حافظ على قواك وطاقاتك بتركيزها في ضربات مؤثرة، فصيد واحد ثمين أفضل من الكثير من جني الفتات، القوة دائماً تتغلب على الكثرة، وإن كنت تبحث عن جهة ترعاك فابحث عن من يستطيع أن يفيدك بالكثير ولفترات طويلة ولاتشتت نفسك على الكثيرين من الرعاة الصغار. 

اصنع لنفسك الهوية التي تكسبك السطوة

لا تقبل بالأدوار التي يفرضها عليك مجتمعك، بل حقق لنفسك كيانا جديدا بابتكار هوية تجذب إليك إعجاب الناس واهتمامهم، واحرص على أن لا تجعل جمهورك يمل منك أبدا، تحكم بصورتك لدى الآخرين ولاتترك للآخرين أن يحددوا لك تصورك عن نفسك، استخدام الأساليب المسرحية في الحديث والحركة سوف يزيد من سطوتك ولن يراك الناس بعدها بشرا عاديا بل أقرب للأساطير. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-