أحبب نفسك
إن جلد الذات واستعذاب تأنيب النفس يعكر صفو روحك ويعكر مزاجك ويمنع عنك رؤية نفسك على حقيقتها، أعط لجسدك حقه واحترم كل جزء فيه، فإن جسدك هو المكانة التي تعيش بها في هذه الحياة، لاتقس عليه وتحمله أكثر من وسعه، فإذا احترمت جسدك فإنه بالمقابل سيحترمك ويهب لنجدتك ويتحمل همومك المتنوعة وأمزجتك المتغيرة، دع جسدك يستريح من الضغط المسلط عليه من عقلك وأفكارك.
قرر رجل وبعد أن طال به المشي في الصحراء بلا انقطاع زيارة ناسك عاش على مقربة من أحد الأديرة، فقال له: جئتك من بعيد لأتعلم منك الحكمة، فاصطحبه الناسك إلى بئر وطلب منه أن يتأمل انعكاس صورته في البئر وأطاعه الرجل، لكن الناسك أخذ يرمي الحصى في مياة البئر التي تماوجت صفحتها، فلاحظ الرجل ذلك.
وقال للناسك لايسعني زؤية وجهي مادمت ترمي الحصى، فرد عليه الناسك ذلك أول باب من أبواب الحكمة:أحبب نفسك، ولاترم عليها الحصى، فما دمت تفعل ذلك فمن الاستحالة رؤية الصفاء الذي يضيء جوانحك، أن تحب نفسك أن تخاف عليها من كل سوء، أن تحب نفسك أن لا ترضى لها بكل دنيء أن تحب نفسك أن تسامحها، أن تحب نفسك أن تستمع لها وتفهمها، أن تحب نفسك أن تعلمها الخير.
دخل مريض على أحد الأطباء واشتكى له من الآم عديدة تنتابه كل ليلة، وتأتيه تلك الآلام عندما يضغط بإصبعه على جسده، فأجرى عليه الطبيب كل الفحوصات اللازمة ولكنه لم يقف على عتله ولم يعرف سبب مرضه، ولكنه انتيه إلى جسم المريض وتمعن به جيداً فوجد أن العلة في إصبعه وليس في جسده، وإن الآم جسدة كلها نابعة من إصبعه تلك التي يضغط بها بنفسه على أنحاء جسده.
شمعة
سأجعل نفسي تعبر عن روح سعيدة متوهجة تحب الحياة، أسعى أن أجعل اللغة التي تنطق بها كل عضلة من جسمي تنطق بالحيوية والحب وسأجعل روحي تنبض بالفرح والسعادة وتعكسها على جسدي فتحولها إلى مهرجان من الحيوية والحماسة، إن لغة الجسد هي الحاسمة في التأثير على الآخرين فقد تجعلهم يؤمنون بك أو يرفضونك، ويحبونك أو يتجنبونك، إن حركات جسدك تعبر عن روحك وأسلوبك وشخصيتك وموقفك من الحياة.
كنوزك بين جوانحك
يالهذا الإنسان كم يكتنز في داخله من الكنوز العظيمة الغامضة والمخفية بين جوانحه، فما إن تصيبه سهام الحياة وتنهال عليه المحن، حتى ينكشف الغطاء عنها فتظهر للعيان ، فينهل منها ما يسعف به نفسه وينقذه من الانهيار، إن النور الكامن في داخل الإنسان سوف يضيء عندما يتعرض للأزمات ويحيطه بالدفء والحنان.
إن الله قد أودع فينا كل مانحتاجه من الذخيرة والطاقة كي تعيننا على عبور الجسور والمتاهات التي تقابلنا أثناء مسيرة الحياة، إن الله أودع فينا الأسرار الكبرى والهبات العظيمة ويسر لنا السبل للوصول إليها لتمنحنا البهجة وتعيننا على الأيام، إننا نملك كل ما نحتاجه من قوى وطاقات لنجعل حياتنا تزخر بالسلام، وإن المحبة والتسامح وخدمة الآخرين دون توقع أي مقابل هي الطريق للوصول إلى الكنوز العظيمة الكامنة في داخل أنفسنا.
كانت هناك قطة تجلس بوادعة في مكان دافىء وقد التفتت فرأت خلفها ذيلاً مخططاً وجميلاً، فتحركت حول نفسها بسرعة راغبة فب الإمساك به، ولكن الذيل هرب منها بنفس السرعة وكلما أسرعت في الإمساك به أسرع في الهرب منها حتى أعياها الجهد والدوران فجلست تستريح بعض الوقت، فلما هدأت، نظرت خلفها فاستغربت مما رأت إن ذلك الذيل الجميل الذي ظلت تلهث وراءه راكظة وراغبة بلهفه في الإمساك به هو ذيلها، إن كنوزنا العظيمة هي معنا، كامنة بين جوانحنا لترفدنا بالطاقة اللازمة لمجابهة مايعترضنا من الآلم ومحن أثناء مسيرة الحياة.
عش بقلب أخضر
إذا امتلأ القلب بالمحبة أشرق الوجه، وإذا احتفظت بغصن أخضر في قلبك فستأتي إليك العصافير لتغرد فيه، اخلق سعادتك من لا شيء، وابحث عنها بين الأنقاض، ابحث في الزوايا وفي دروب الحياة عن أية فرصة سانحة للسعادة تمنحها لنفسك، ابحث بلا كلل عن أي طريقة تجعل نفسك مبتهجة، كُن أنت الصانع الأول لسعادتك ولا تنتظر أحداً آخر يفعل ذلك لك، لا تدع أحداً يسلبك حقك في أن تعيش حياتك بسعادة قصوى ولا تدع السنين تأخذك فتنظر إلى أيامك الماضية وقد ذهبت سدى.
انظر إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تحوم حولك وستجد أن هناك مصادر لا تنضب من المتع البريئة التي تضفي الحيوية على أيامك، ابحث في كل مكان عن كل ما يجعلك فخوراً بيومك وقد عشته كما ينبغي، إن الله لم يخلقنا لكي نشقى بل كي نعيش حياة طيبة.
السماح صفة الأبطال
إن التسامح هو تلك الموجات الناعمة من الراحة التي تسري في نفوسنا ما إن نبدأ بمسامحة الآخرين، إنه التحرر من الإحساس بالجرح والألم، وهو الذي يجعل نفوسنا مرآه مصقولة لاستقبال أنوار السماء.
- التسامح هو التحرر من هواجس النفس الباعثة بالرسائل السلبية التي تهمس لنا بأننا ضعفاء وضحايا لظلم الآخرين في عالم لا إنصاف فيه، فالتسامح هو استجماع للقوة الداخلية.
- عندما نتسامح مع الآخرين فإننا نكون بذلك قد اخترنا لأنفسنا أولاً الحب بدلاً من الخوف، وحلاة الصفح بدلاً من مرارة الحقد، وهو العلاج الأكيد لصحتنا النفسية والجسدية، وعندما لا نصفح فإننا بذلك نتجمد في الكراهية.
- إن القرار بعدم التسامح هو قرار باستمرار المعاناة، والتسامح بمثابة ممحاة تزيل آثار الماضي والآمه، والتحرر من قيود الخوف والغضب التي فرضناها على أنفسنا، وسبيلنا لاستعادة الصحة والسعادة.
- إن السماح هو أولاً من أجل أنفسنا التي نسيناها، ومن الجروح التي تسببنا فيها للآخرين من حيث لا نشعر.
- إن السماح استرجاع لصفاء أرواحنا، وتمهيد لاسترداد قلوبنا ما تستحقه من سلام وأمان.
إن مسامحة أنفسنا على هفواتها الصغيرة ستجعلها لن تجرأ على ارتكاب الهفوات الكبيرة، بادر بالسماح من أجل نفسك.
افعل جميلاً بلا مقابل
إن من يوزع الورد على الآخرين فإن بعضاً من عطر الورد سيلصق بيدية.
- أكرم أصحابك سراً بدون أن يراك أحد، ولا تهمس حتى مع نفسك راجياً انتظار شيء مقابل ذلك.
- امنح عطاياك لشخص مجهول ولاتسأله عن اسمه أو عنوانه.
- أنقذ صديقك من محنته بدون أن يشعر بذلك ولا تكشف له عن هويتك أبداً.
- ادعُ لشخص منكوب دعاءً قلبياً حاراً لينجيه الله من أزمته بدون أن تخبره بذلك.
- انشر بعضاً من المنح الربانية التي أفاض الله بها عليك بدون انتظار الجوائز.
- انقذ شخصاً غريباً يمر بأزمة عظيمة بدون أن تكشف له عن نفسك واختف سريعاً عن الأنظار.
- يسر أمر قريبك المهموم وانسب ذلك العمل إلى فاعل خير مجهول.