كتاب متعة أن تكون في الثلاثين (علا ديوب)

كيف تستمتع بالحياة وتواجه التحديات الكبرى في ثلاثينياتك

عندما تبلغ الثلاثين، لن تكون قادراً على المكابرة أكثر، يغدو من المستحيل أن تعمل في وظيفة تكرهها، أو تواعد شخصاً لاتحبه، أو تعامل جسدك بازدراء، بعد الثلاثين، تصير مشاعرك أقوى، وتصبح على تواصل أقوى مع جسدك وقلبك وروحك، بعض هذه التغيرات قاسية، إذ يبدأ جسدك يرفض الأشياء التي لا تتواءم  معه كالقهوة والسهر طوال الليل، أما قلبك، فيصبح أقل اكتراثاً للعلاقات العابرة وأكثر حماسة لتوطيد العلاقة مع شخص تحبه فعلاً، كذلك تصير روحك أكثر تناغماً مع رغباتك.

متعة أن تكون في الثلاثين
كتاب متعة أن تكون في الثلاثين


في ثلاثينياتك، تتوقف عن تضليل الآخرين، وتتوقف أخيراً عن تضليل نفسك، في ثلاثينياتك تبدأ بمعرفة من أنت وماذا تريد، في ثلاثينياتك تكون واثقاً بقوتك، ولكن الأهم أنك تعترف بنقاط ضعفك، في ثلاثينياتك تتوقف عن اختلاف الأعذار وتبدأ بقول الحقيقة، عندما بلغت الثلاين، قاومت في البداية الكثير من هذه التغيرات، شعرت كأن بي خطباً ما لأني لا أريد الخروج من المنزل ليلة الجمعة، ولكن، بعد ثلاث سنوات من ذلك أحب كوني في الثلاثينيات، فأنا أفعل ما يحلو لي ليلة الجمعة، فقد أقرأ كتاباً أو أشاهد التلفاز.

في العشرينيات، تريد أن تصادق الجميع، كل ماتريده هو أن تقابل الناس، وتريد كذلك أن يجتمع كل أصدقائك الجدد معاً فترتب تلك اللقاءات الكبيرة من مثل: يوم السبت القادم سنذهب جميعاً إلى، حيث تختار خمسة أو عشرة أو عشرين صديقاً عشوائياً لتدعوهم إلى مقهى أو إلى مأدبة أو إلى حفلة، في الاثينيات، تصير تلك اللقاءات الجماعية لا تطاق، في الثلاثينيات، تعرف من هم أصدقاؤك الالحقيقيون، والشكر لله بعد سنين من الأحاديث المخادعة مثل (دعونا نلتقي) ستخطط للقاءات ثنائية عوضاً عن تلك الجماعية.

في ثلاثينياتك، تغدو اللقاءات الثنائية طقساً مقدساً، يمكنني دوماً تمييز أصدقائي الذين بعمر السابعة والعشرين عن أصدقائي في الثالثة والثلاثين، لأنك عندما تضع الخطط مع ابن السابعة والعشرين سيجلب معه من تلقاء نفسه أحد أصدقائه لينضم إليكما على طاولة العشاء دون أن يسألك حتى إن كان هذا مناسباً لك، أما صديقك الذي يبلغ ثلاثة  وثلاثين عاماً فلن يفسد اللقاء الثنائي أبداً، كم من المبهج أ ن تعامل جسدك وقلبك بمزيد من التعاطف، أن تصبح أقرب ممن أنت عليه ومما تريده، أن تبقى في المنزل ليلة الجمعة، وأن تمضي الوقت مع الأشخاص الذين تريد فعلاً إمضاء الوقت معهم.

من علامات النضج

  • أن تساعد نفسك لا أن تطلب ذلك من الآخرين فقط.
  • عقد جديد وتحديات جديدة
  • يصاحب كل عقد من الزمن تغيرات وتحديات وتجارب جديدة بالإضافة إلى عقبات وأهداف جديدة، وبناء على ذلك، يتسبب الضغط الناجم عن بلوغ الثلاثين بالكثير من المخاوف والمشاعر التي يبدو أننا نتجنب مواجهتها.

لقد سمعنا جميعاً عن أزمة بلوغ الأربعين المشهورة، فأزمة منصف العمر هو الاسم الذي أطلقة عالم النفس ديفيد في الستينيات ليصف الدوامة الناجمة عن الأسئلة الجوهرية والأحاسيس المتضاربة في هذه المرحلة المهمة من الحياة، لاحقاً، أكد المحلل النفسي إريكسون وجود هذه الأزمة معتبراً إياها مرحلة تغيير جوهري.


ما الضغط الناجم عن بلوغ الثلاثين؟

لا يمكننا تجاهل الضغط الناجم عن بلوغ الثلاثين، إذ يحدث شيء ما في هذه اللحظة الجوهرية يغذي التوقعات الاجتماعية والإحباطات الداخلية والإحساس ( بضرورة توجية الحياة) التي لم نحقق فيها ما نريده بعد، هناك دافع للوصول إلى الاستقرار، وهو ما يتعارض مع الرغبة في التغذية الديناميكية التي يتصف بها الشباب، إنه مفترق طرق صعب، في معظم الأحيان التعامل معه، بل وأكثر من ذلك إن أخذنا بالحسبان أنه من غير النادر وجود ضغوط عائلية أو اجتماعية وسط كل ذلك.


الضغط الهائل الناجم عن بلوغ الثلاثين: 

في هذه اللحظة الجوهرية هناك عدة مجالات ننزع إلى تقييمها، والاعتقاد أننا قد فشلنا يمكن أن يجعلنا محبطين ومتوترين وحتى مكتئبين، وهذه المجالات هي: 

  1. الحياة الزوجية والعائلية: يشير أريكسون أيضاً إلأى أهمية بناء علاقات حميمية قرب سن الثلاثين، كما وضح أن هناك حاجة في هذه المرحلة إلى خلق روابط حميمية متبادلة تتصف بالثقة، وأن هذا يعتبر مصدراً لرغد العيش في هذه المرحلة من الحياة. 
  2. العمل والاستقلالية: لقد درست وكرست نفسك للعمل الذي اخترته، واختبرت كل الفرص التي قابلتها في طريقك لتتأكد من أنك وجدت ما تطمح إليه حقاً، أو ربما توقفت عن البحث عن وظيفة تحبها واستقررت، أو على الأقل تبحث عن طريقة لتستقر. 
  3. تغير الأولويات: هذا هو الوقت الذي يحصل فيه تغيير كبير من ناحية الأولويات، على الرغم من أن الأولويات موحدة في بعض الأعمار مثل المراهقة الأولويات فيها هي الرياضة أو الحب الأول، لكن مع مرور الوقت تصبح شخصية وموضعية، ما قد يجعلنا نشعر بالبعد عن أشخاص كانوا دائماً قريبين منا. 
  4. تغير الخطط: يصبح وقت الفراغ أكثر ندره، وتتضاعف المسؤوليات، ويعاني تواتر الخطط وصفاتها تغييرات واضحة، من الممكن أننا نشعر بالراحة أكثر مع الخطط التي تتضمن أموراً كنا نفعلها في الماضي

كيف نتعامل مع هذه اللحظة؟ 

هناك بعض النصائح التي يمكنك أخذها بالحسبان إذا كنت تشعر بأنك مغلوب على أمرك بسبب الضغوط الناجمة عن بلوغك الثلاثين: 
  1. أوجد المنظور المناسب: حتى لاتخلق هذه المرحلة ضعفاً عاطفياً، عليك أخذ خطوة إلى الخلف للبحث عن المنظور المناسب، من قال إن كل شيء يجب أن يحدث في وقت محدد؟ يميل الآخرون إلى فرض المعايير التي تقيس أين يجب أن نكون في عمر الثلاثين. 
  2. حياتك، أهدافك: من اللطيف أن جارك يظن أن حياتك تسير في المسار الصحيح، إلا أن كل شخص يقرر مستقبله الخاص ويعيش حياته الخاصة، يمكن للناس أن يسألوا، ويتحدثوا، ويلمحوا، لكن أنتظر. 
  3. من الممكن أن يكون كل شيء مفيداً: على الرغم من جهودك ورغباتك وعملك هناك الكثير من الأمور خارج سيطرتك، هناك جدران لا تملك لها سلالم، ومع ذلك، فمن الممكن أن يساعدك الوصول إلى نقطة معينة أن ترى الأمور من منظور مختلف. 
  4. انضم للتغيير: إذا كنت متضايقاً من التغيرات الحاصلة في محيطك، ربما قد حان الوقت لتغير أنت أيضاً شيئاً ما، غير الشكاوى لأفكار والنقد إلأى دافع لتغير ما لا تحبه في حياتك، ربما قد حان الوقت للبحث عن أولويات جديدة، ولإيجاد شغف، وللالتقاء بأشخاص جدد، أو تغيير محيطك، انظر إلى داخل نفسك. 


فالحياة جميلة، كما أنك تعمل بجد!

لكن تذكر أن إعطاءك الأولوية لهذا النوع من الحياة يعني في نهاية المطاف أنك ستمتلك كمية أقل من الوقت والمال لتستثمرهما بما يجعلك أكثر غنى لاحقاً، إذ من المرجح أن تعتمد على راتبك للحفاظ على أسلوب حياة متضخم! وفي الواقع يصعب جدأً التخلص من هذه العادات، إذ إن العيش براحة ورفاهية أسهل بكثير من التراجع خطوة إلى الخلف، وفي النهاية قد ينتهي بك الأمر وأنت تصرف أكثر مما تجني. 

هذه هي تجربتي الشخصية، لم أستطع رؤية المنافع البعيدة المدى لعملي الدؤوب وتضحيتي عندما استثمرت في قطاع العقارات، ولكن أستطيع ملاحظتها الآن بالتأكيد، إذ إن إنفاق المبلغ الذي ادخرته خلال العشرينيات من عمرك من أجل المتعة أسهل بكثير دوماً من وضعه وديعة من أجل عقار ضخم.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-