ما أهمية موضوع الناس هذا؟
أتساءل إن كان هناك بعض الأشخاص الذين تعيش أو تعمل معهم قد يسخرون سراً، أو ربما جهراً، من قراءتك لهذا الكتاب، أليس النجاح مع الناس من الأمور البديهية التي لا يجب أن نشغل بالنا بها؟ إذا، هل هم على حق؟ قطعاً، لا.
 |
كيف تنجح مع الناس |
دعني أطرح عليك بضعة أسئلة.
- هل تعرف أشخاصاً موهوبين وهم حالياً غير مندمجين ومثبطو العزيمة في العمل؟
- إلى أي مدى يعتمد نجاح عملك على جودة علاقاتك بعملائك وزبائنك؟
- هل هناك أشخاص موهوبون تركوا مؤسستك، وكان السبب الرئيسي يرجع إلى علاقة العمل الرديئة بمدرائهم؟
- هل كانت هناك علاقات في حياتك الشخصية بدأت بصورة جيدة، ولكنها ذبلت وماتت الآن؟
- هل الطريقة التي تعالج بها الصراع بصورة شخصية تميل إلى جعل الأمور أفضل أم أسوأ؟
- هل هناك أفراد من العائلة المقربين لم يعودوا يتحدثون مع بعضهم البعض بسبب عدم قدرتهم على تسوية خلاف ما؟
- هل تعرف شباباً صغيري السن يتوقون إلى مغادرة المنزل بسبب علاقتهم بوالديهم؟
- هل أمدك تعليمك بمجموعة من المهارات اللازمة لإخراج أفضل ما بداخلك وأفضل ما في علاقاتك بالآخرين؟
أسئلة مثيرة للفكر، أليس كذلك؟ الآن، دعني أطرح عليك المزيد من الأسئلة، إذا هو أمر بديهي وفطري، أليس كذلك؟ ليس له تأثير حقيقي على جودة أداء الأشخاص في عملهم، أذا الأشياء البسيطة هي الأشياء الجدية، فهي على قدر كبير من الأهمية.
توقف، أفهم| الناس لا يمكن إصلاحه
بدت كلير بائسة جداً: " أنا في الثلاثين من عمري، وبدون عمل، ولا زلت أسكن في المنزل مع والدي، هناك فقط سببان لعدم استطاعتي الحصول على زظيفة، إما أن هناك خطباً بالعالم وإما أن هناك خطباً بي، ومن الواضح أنه لا يمكن لوم العالم على ما أنا فيه في حياتي في الوقت الحاضر، لذا فمن الواضح أن المشكلة تكمن في، أنا في حاجة إلى الإصلاح، هلى تستطيع مساعدتي؟، واو كل ما فعلته هو أنني سألتها كيف حالها فقط، كانت كلير تمتلك منظوراً أبيض وأسود جداً للحياة، وربما أكثر من أغلبنا ولكنها وقعت في فخ أعتقد أنه من الممكن للكثير منا الوقوع فيه، الاعتقاد بأنه من الممكن إصلاح الناس، يعتقد مثل هؤلاء الناس أنه يجب أن يكون هناك وصفة، علاج، حل فوري سيعالج مشكلتهم، إما مع نفسهم وإما مع شخص آخر.
أغلب الناس يعانون من متلازمة نقص الوعي الذاتي
هل سبق أن عرفت شخصاً لمدة أعوام ثم أدركت أنك تعرف الكثير عنه ولكنه في الحقيقة يعرف القليل جداَ عنك؟ هل سألت يوماَ شخصاَ عن عطلة نهاية الأسبوع الخاصة به، ولكنه لم يفكر أبداَ أن يسألك عن عطلتك؟
- هل سبق أن عملت مع شخص يبدو أنه يمتلك مجموعة من المهارات الاجتماعية المماثلة لتلك التي يمتلكها جنكيز خان، ويبدو أنه غير واع بهذه الحقيقة؟
- هل سبق أن هل قابلت من قبل شخصاً يكمل لك جملك باستمرار، وغالباَ ما يكملها بطريقة غير صحيحة؟
- هل سبق أن عملت مع شخص لديه عادة مزعجة، وهي مقاطعة الآخرين في اجتماعات الفريق، وأنت مقتنع أنه لم يستمع بالفعل إلى أحد أبداَ سوى نفسه طوال حياته بأكملها؟
- هل سبق أن قابلت شخصاً يبدو أن لديه بصيرة بأمور جميع الناس ما عدا نفسه؟
- هل حدث لك هذا؟
- إذاً، فأنت في الأغلب قد قابلت شخصاً يعاني من متلازمة نقص الوعي الذاتي، وطبيعة هذه الحالة (التي أسرع في الإضافة أنها ليست مصطلحاً طبياً رسمياً) تعني أن الأشخاص الذين يعانون منها ليسوا على وعي بحقيقة أنهم مصابون بها مطلقاً.
فهم غير واعين بسلوكهم، وليس لديهم إدراك لتأثير سلوكهم على الآخرين.
بعض الناس كالمصابيح
لقد تدربت على أن أصبح ضابط مراقبة كجزء من حصولي على درجتي العلمية، فالبشر وكيفية سلوكهم أمر يسحرني، ولكن بعد الدراسة لأربعة أعوام قررت ألا أتخذها مهنة.
كان هناك العديد من الأسباب وراء قراري هذا، ولكن أثناء المقابلات الشخصية للوظائف الأخرى لم أكن أرغب في التورط في شرح هذه الأسباب، فلقد وقعت في هذا الفخ مسبقاً، حيث تركزت المقابلة الشخصية أكثر على الأسباب وراء ارتكاب الأشخاص للجرائم، ولماذا لم أشعر أنه مقدر لي أن أعمل مع مثل هؤلاء الأشخاص، بدلاً من الوظيفة التي كنت أقدم لها بالفعل.
لذا، فقد نفذت خطة بارعة والتي تعاملت مع الأسئلة المتعلقة بالسبب وراء عدم رغبتي في أن أكون ضابط مراقبة بسرعة وإيجاز.
كانت الخطة تسير كما يلي:
- القائم بالمقابلة: إذاَ، لماذا لم ترغب في أن تتبع مهنة ضابط مراقبة؟
- أنا: حسناً، لإضافة تغيير بسيط على مزحة قديمة، " كم عدد ضباط المراقبة الذي يتطلبه تغيير مصباح كهربائي؟ واحد. ولكن فقط إذا كان المصباح يريد أن يتم تغييره"
والآن، أظن أنك أثناء قراءتك للفقرة السابقة لم تضحك بشدة وتتساءل لماذا لا أقدم برنامجاً كوميدياً خاصاً بي، فأنا لدي ما يكفي من الحكمة لكي أعرف أن عالم الكوميديا ليس على وشك الانقلاب رأساً على عقب بظهوري المفاجئ في المشهد.
ولكن إليك وجهة نظري، سواء أكان نتيجة لذهولهم الشديد بأنني تفوهت بشيء غير مضحك هكذا، أم لحقيقة أنهم شعروا بأنني قلت شيئاً شديد العمق، ولذا لم يريدوا أن يبدوا أغبياء، كان أغلب القائمين بالمقابلة يبتسمون(حسناً، بعض الشيء)
لماذا يقوم الأشخاص الأذكياء بتصرفات غبية
هل سبق أن شهدت سلوك شخص ما وفكرت "لا أصدق أنه قام بشيء بمثل هذا الغباء"، هل سبق وفكرت في نفسك:"لا أصدق أنني قمت بهذا، بم كنت أفكر؟" هل سبق لك أن تساءلت لم يفشل بعض الناس في رؤية الحل الواضح للمشكلة عندما يكون واضحاً للعيان؟ لقد تساءلت أنا، بالطبع، جزء من دوري في عملي هو تدريب الناس، وغالباً ما يرتبط التدريب بالطريقة التي يمكن بها أن يتطوروا كإعلاميين ومقدمين، ولكن في بعض الأحيان يتركز التدريب أكثر على مشكلات محددة يواجهها الناس في حياتهم المهنية أو الشخصية.
إليك ما هو شيق، عندما أكون منفصلاً عاطفياً عن الموقف، أجد أن قدرتي على رؤية سبب المشكلة والحلول الممكنة تأتي بصورة أسرع وأسهل، ولكن إلأيك المشكلة، عندما أكون منخرطاً عاطفياً في الموقف، ع ندما يرتبط الأمر بعملي، أو شخص من فريقي، أو أحد عملائي، أو يتعلق بشيء ما في حياتي الشخصية، يشوب هذا الوضوح الغيوم.
كما لو أن نظارتي تم حجبها بالبخار للأبد، لقد تم الاستحواذ علي شعورياً، من الممكن أن يصبح عقلي مشوشاً، وما قد يكون طريقة واضحة أمام شخص آخر، من الممكن أن يظل بعيداً، ومحيراً لي، قلة النوم التي غالباً ما تحدث بسبب قلقنا حيال موقف ما، ستفاقم من الافتقار للتفكير العقلاني بشكل أكبر، فالإرهاق من الممكن أن يتسبب في قرارات مروعة.
حكمة موجزة
لا تقلل ابداً من قدرة الأشخاص الأذكياء على اتخاذ قرارات غبية حقاً، إذن أثناء مواصلتك لقراءة الكتاب ابحث عن أفكار تساعدك في التحكم في عواطفك بفاعلية أكثر، وللقيام بذلك كن فعالاً أكثر ولا تكتف بالاستجابة فقط في تعاملك مع الناس.
تحد صغير
إذا كنت قد بالغت فعلاً في ردة فعلك تجاه شخص أو موقف ما، فماذا ستفعل لتضمن نتيجة أفضل في المرة القادم’؟