كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفاً| واجه مخاوفك الشخصية وجهاً لوجه (ترجمة: إيناس)

 ماذا يعني الخوف؟ 

منذ الآف السنين، في الأرض التي نسميها الآن اليونان، عاش الناس في خوف، غير قادرين على فهم الظواهر الطبيعية التي أحاطت بهم في الحياة اليومية، مثل العواصف، أو فصول السنة، أو الولادة، اخترعوا قصصاً مفصلة لآلهة خارقة لمساعدتهم في تهدئة مخاوفهم.

الوحش الذي يسكنك
كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفاً

مخاوفنا تكبر معنا، هل ما زلت تخاف من الظلام؟ أو الشعور بوجود شيء ما تحت سريرك؟ هل تشعر بقلق خاص عندما لا يحضر الشخص الذي رتبت لمقابلته في الوقت المحدد؟ هل فكرة المواجهة تجعلك تشعر بالقلق المفرط؟ إن كنت تعاني مثل هذه المشاعر من الرهبة كلما ظهرت هذه المواقف أو مواقف مثلها على الرغم من التأكيدات المنطقية بأن كل شيء سيكون على ما يُرام، فمن المحتمل أنك تعيد اختبار شعور خوف من ماضيك.


اعترافات حقيقية لمخاوف كبرت مع أصحابها

  1. عندما كنتُ في الثالثة من عمري، لاحظت وجود مجموعة من حشرة أبو مقص المعروفة أيضاً باسم ثاقبة الأذن على الأرض-انظري يا أمي، حشرة أبو مقص. فأخبرتني" هل تعلم أن حشرة أبو مقص تزحف داخل أذنك ليلاً وتبني أعشاشاً هناك؟ " شعرت بالرعب، وصرخت من أعماقي، استغرق الأمر مني عشر سنوات للتخلص من هذا الخوف.   ألفا أندرسون. 
  2. الموت هو أسوأ مخاوف طفولتي وحاضري، لن أتغلب على هذا الخوف أبداً، لأنني ولدت بمرض في القلب، وتوفي أبي عندما كان عمري ثمانية عشر عاماً عن عمر يناهز أربعة وخمسين عاماً فقط بسبب أزمة قلبية.    فيكتوريا بليارهو. 
  3. كنتُ في الخامسة من عمري عندما اصطحبني عمي إلى المدرسة ركوباً على دراجته، قبل بضع كيلومترات من وصلونا، اعتراض كلبُ فجأة منتصف الطريق، وقام عمي بتفادي تعرضه للأذى، فأدار العجلتين، وسقطنا وأصبنا بجروح خطيرة، وعندما كنت في السابعة من عمري، في طريق عودتي إلى المنزل من مبنى قريب ألعب فيه مع أصدقائي، اقترب مني ثلاثة كلاب، ركضتُ في فزع عندما بدؤوا في مطاردتي كادوا يعضوني، ومزقوا قطعة من ثوبي، جاء الناس مسرعين بسماع صراخي وأنقذت.   شيفالي نايدو. 

ماهي أكبر مخاوفك في الحياة؟ 

إن أعمق مخاوفنا ليست كوننا ناقصين، بل كوننا أقوياء بما يفوق القياس، إنه نُورنا الذي يُخيفنا أكثر، وليس ظلامنا، نسأل أنفسنا: من أنا لأكون متألقاً؟ ورائعاً؟ وموهوباً؟ واستثنائناً؟ في الواقع، من أنت حتى لا تكون كل ذلك؟ عندما نسمح للنور الكامن في داخلنا أن يسطع، فإننا نعطي الآخرين الإذن بالشيء نفسه دون وعي، عندما نتحرر من خوفنا، فإن وجودنا وبشكل تلقائي سيحرر الآخرين من مخاوفهم. 

قد تكون على الأرجح اختبرت ذلك، تلك الحالة التي تشل أقدامك وتعوقك عن المُضي قدماً، أو ذلك القلق المستمر الذي يدور ويدور في عقلك، أو ذلك التعرق، أو تلك الرعشة التي تُضعف قواك وتجعلك تشعر بأن جسدك خارج السيطرة، لدينا جميعاً معارك مع الخوف: الخوف من الفشل، والخوف من أن نبدو حمقى، أو ألا يحبنا الآخرون كما نحن، والخوف من إعادة تجربة ما، أو عيش تجربة قد تأتي، والخوف من ألا نكون جيدين أو أذكياء أو شجعان بما يكفي. 

تقبل مخاوفك

التعامل مع المخاوف ليس بالأمر السهل، ولكن كما يقولون: ما نُقاومه يستمر، لذا بدلاً من مقاومة مخاوفك، تقبلها، وادعُها لدخول حياتك، واسمح لها بتأدية رسالتها، بالمناسبة، أنا لا أتحدث عن الخروج والوقوف أمام حافلة أو القيام بشيء غبي، أنا أتحدث عن الخوف الذي يُقيدك في حياتك، سواء كان ذلك بدء مشروع، أو القلق الشديد بشأن شيء ما، أو ألا يحبك الآخرين كما أنت. 
بماذا يخبرك الخوف؟ ربما يخبرك أن لديك معتقداً غير منطقي عن ذاتك يعرقلك ولا يفيدك؟ ربما يخبرك أن لديك أشخاصاً في حياتك تهتم بهم بشدة؟ ربما يخبرك أن تقبل عيوبك المثالية وتعطي نفسك مساحة للتعثر والسقوط؟ خصوصاً عند تجربة شيء جديد؟ استخدم خوفك لإرشادك، ولمساعدتك على النمو والتقدم والمُضي قدماً في الاتجاه الذي ينفعك، تذكر أن أكبر مخاوفك تحمل أيضاً أكبر خطوات تطورك. 

الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون الخوف من الفشل| كيف تعرف أنك تخشى الفشل؟ 

الجميع يكره الفشل، ولكن بالنسبة إلى بعض الناس، يمثل الفشل تهديداً نفسياً كبيراً، يجعل دوافعهم لتجنب الفشل تتجاوز دوافعهم للنجاح، هذا الخوف من الفشل يدفعهم إلى إضاعة فرصهم في النجاح بعدة طرق، يمكن للفشل أن يُثير مشاعر مثل خيبة الأمل، والغضب، والإحباط، والحزن، والندم، والارتباك، والتي على الرغم من كونها مزعجة، فإنها عادة لا تكون كافية لإثارة الخوف الشديد من الفشل في الواقع يُعد المصطلح مغلوطاً إلى حد ما، لأنه ليس الفشل في حد ذاته هو الذي يكمن وراء سلوك الأشخاص الذين يخافونه. 

الخوف من الفشل هو على الأصح الخوف من الخزي، الأشخاص الذين يعانون الخوف من الفشل لديهم دافع لتجنبه، ليس لأنهم لا يستطيعون التحكم في المشاعر الأساسية المتمثلة في خيبة الأمل والغضب والإحباط التي تصاحب مثل هذه التجارب، ولكن لأن الفشل يجعلهم أيضاً يشعرون بالخزي العميق. 

عشر علامات قد تُنبئ بخوفك من الفشل

ما يلي ليس تشخيصات رسمية، ولكن إذا شعرت أن هذه الصفات تُميزك جداً، وأنها علامات واضحة بشدة، لأننا جميعاً نشعر بهذه الأشياء إلى حد ما، فإنك قد تحتاج إلى فحص المشكلة بشكل أوسع، إما عن طريق المزيد من القراءة حول هذا الموضوع، وإما التحدث إلى اختصاصي صحة عقلية. 
  1. يجعلك الفشل قلقاً بشأن ما يعتقده الآخرون عنك. 
  2. يجعلك الفشل قلقاً بشأن قدرتك على السعي وراء المستقبل الذي تريدة. 
  3. يجعلك الفشل قلقاً من أن يفقد الناس الاهتمام بك. 
  4. يجعلك الفشل قلقاً بشأن مدى ذكائك أو كفاءتك. 
  5. يجعلك الفشل قلقاً بشأن إحباط الأشخاص الذين تُقدر آراءهم. 
  6. تميل إلى إخبار الناس سابقاً أنك لا تتوقع النجاح من أجل خفض سقف توقعاتهم. 
  7. بمجرد أن تفشل في شيء ما، تواجه صعوبة في تخيل ما كان يمكنك القيام به بشكل مختلف لتحقيق النجاح. 
  8. غالباً ما تُصاب بالصداع في اللحظة الأخيرة، أو الآم المعدة، أو أعراض جسدية أخرى تمنعك من إكمال استعداداتك.
  9. غالباً ما يشتت انتباهك بسبب المهام التي تمنعك من إكمال استعداداتك، والتي تُدرك بعد فوات الأوان أنها لم تكن مُلحه كما بدت في ذلك الوقت. 
  10. تميل إلى المماطلة والتسويف لإكمال استعداداتك بشكل مناسب.

سيظل أصدقائي أصدقائي، وسيظل أعدائي أعدائي، وسيظل العالم كما هو 

عندما يتعين علينا بدء مشروع جديد، فإننا غالباً ما نشعر بالخوف من الفشل، قبل الامتحانات نشعر بالخوف من تدني الدرجات، أو ربما الرسوب، وفي الأوقات التي يتعين علينا فيها الاختيار بين خيارين أو أكثر، نشعر بالخوف، الخوف من الفشل أمر طبيعي، والتغلب على هذا الخوف أمر طبيعي أيضاً، يشعر الناس بالخوف من الفشل في مراحل مختلفة من حياتهم، ولكن هناك بشرى سارة: يمكننا جميعاً التغلب على الخوف من الفشل، السؤال: كيف نتغلب على هذا الخوف من الفشل؟

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-