طفل
تخيل أنك طفل، ستنظر إلى ذلك الطفل وتعرف أنه مكتمل، لقد وُلد كاملاً، قيمته فطرية من أول نفس له، لا تعتمد قيمته على متغيرات خارجية كالثراء أو المظهر أو السياسة أو الشهرة، إنها القيمة المُطلقة للحياة البشرية، وتظل هذه القيمة معنا، رغم نسياننا لها مع تقدم السنوات، نظل أحياء كما نحن، وبشراً كما نحن في اليوم الذي وُلدنا فيه، لا نحتاج إلى أن نُوجد، وأن نحيا بالأمل.
كتاب الراحة |
أنت الغاية
يجب عليك ألا تطور ذاتك باستمرار لتحب ذاتك، الحب ليس أمراً تستحقه بعد وصولك إلى غاية ما، العالم مملوء بالضغوطات، فلا تدعها تعصر تعاطفك مع ذاتك، لقد وُلدت وأنت تستحق الحب وستظل مستحقاً له، كن طيباً مع ذاتك، لا شيء أقوى من أمل ضئيل لا يستسلم.
لا عليك
- لا عليك إن كنت مكسوراً.
- لا عليك إن لبست ندوب التجربة.
- لا عليك إن كانت حياتك فوضوية.
- لا عليك إن كنت فنجان الشاي المكسور، ذلك الفنجان وراءه قصة.
- لا عليك إن كنت حساساً وغريب الأطوار لتبكي بدموع عذبة مرة على الأغاني والأفلام التي لا ينبغي لك حبها.
- لا عليك إن أُعجبت بما تشاء.
- لا عليك إن أُعجبت بأشياء لا لسبب سوى أنك معجب بها وليس لأنها دراجة أو نخبوية أو منتشرة.
- لا عليك إن تركت الآخرين يعثرون عليك، لايجب أن تذهب إلى الجميع حتى تتحول إلى شخص خفي، لا يجب عليك دائماً أن تكون الشخص الذي يبدأ بالأحاديث، بإمكانك أن تسمح لنفسك، أحياناً، بالانتظار، كما قالت الكاتبة العظيمة آن لاموت" المنارات لا تجري حول الجزر بحثاً عن قوارب لتنقذها، بل تقف مكانها وتضيء"
- لا عليك إن لم تستثمر كل لحظة من وقتك.
- لا عليك إن حافظت على جوهرك.
- لا عليك.
التغيير حقيقي
نحن نتغير دائماً، أو ربما، يغيرنا الزمن دائماً، لأن الزمن يعني التغيير، التغيير هو طبيعة الحياة، سبب الأمل، المرونة العصبية هي الطريقة التي بها أدمغتنا تركيبها وفقاً لتجاربنا، الشخص الذي كنته قبل عشر سنوات لم يعد له وجود، وعند شعورك بالسوء، من المفيد تذكر حقيقة أن الأشياء تتغير، منظورك سيتحول، وستصبح نسخة أخرى من ذاتك، أحد أصعب الأسئلة التي تعرضت لها كان:" كيف لي أن أستمر في الحياة لأجل الآخرين إن لم يكن حولي أحد؟" والإجابة هي أن تستمر في الحياة للنسخ الأخرى منك، للأشخاص الذي ستلتقيهم، وللأشخاص الذين ستكونهم.
الفاعل في الجملة
نعم، قد نشعر بحكم الآخرين على قيمتنا عبر مقاييس مختلفة كالمال وعدد المتابعين والوزن وغيرها، ولكن علينا أن نتذكر أننا أكبر من أن نُقاس، نحن الحياة ذاتها، لسنا مجرد شريط نحيل من المشاعر في لحظة من الزمن، نحن الوعاء الذي يستطيع احتواء أي شعور، نحن الفاعل في الجملة، إننا أكثر من مجموع إنجازاتنا، نحن أكثر من المشاعر التي نشهدها.
أشياء عليك تذكرها في الأيام السيئة
الأيام السيئة لا تدوم، قد مرت بك مشاعر أخرى، وستمر بك مشاعر أخرى في المستقبل، المشاعر كالطقس، تتغير وتتحول، قد تبدو الغيوم ثابتة كالصخور، نراها ولا نكاد نلاحظ تغيرها، ورغم هذا فإنها تتحرك دائماً، أسوأ جزء في أي تجربة هو شعورك بأنك لا تستطيع احتمال ما يحدث، لذلك إن شعرت بذلك، فمن المحتمل أنك قد وصلت إلى أسوأ نقطة، كل ماهو أمامك سيكون أفضل من ذلك الشعور حتماً، ما زلت هنا وهذا كل شيء.
فجوات الحياة
إن أخرجت بعض الأشياء من الغرفة، سيحدث أمران: الأول أنك ستفتقد بعض الأشياء التي أخرجتها، والثاني أنك ستلاحظ وجود الأشياء المتبقية في الغرفة كما لم تلاحظها من قبل، ستصبح أكثر انتباهاً، ستقرأ الكتب المتبقية على الرف، ستقدر الكراسي المتبقية أيضاً، وإن كانت هنالك رقعة شطرنج في الغرفة، سترتفع احتمالات لعبك الشطرنج، عندما نبدأ فقد الأشياء، ترتفع قيمة ما يبقى معنا، ليس في الرؤية فقط، بل في الكثافة أيضاً، ما نخسره في السعة نكسبه في العمق.
لا
- لا تحسد الآخرين على أشياء لاتريدها.
- لا تتقبل النقد من أشخاص لن تذهب إليهم لطلب النصيحة.
- لا تخش تفويت حفلات سترغب في مغادرتها.
- لا تقلق بشأن التوافق مع الآخرين، كن أنت قبيلتك.
- لا تتجادل مع أشخاص لن يستطيعوا فهمك أبداً.
- لا تصدق أي شخص يدعي خلو حياته من المشكلات.
- لا تتخيل وجود قدر ما من المال أو النجاح أو الشهرة بإمكانه أن يحميك من الألم.
- لا تعتقد وجود وجه ما أو عمل ما أو علاقة ما قادرة على حماية سعادتك.
- لا تقل "نعم" للأشياء التي تتمنى رفضها.
- لا تقلق إن فعلت.
متصلون
جميعنا نؤثر في بعضنا، جميعنا متصلون ببعضنا بطرق مرئية وغير مرئية، وقد يُفسر هذا كون أبسط الطرق وأسرعها للسعادة يمر بإسعاد شخص آخر، السبب الدافع لإنكار الذات سبب أناني، لاشيء يثسعد ذواتنا مثل التوقف عن التفكير فيها.
خطة صغيرة
كن فضولياً، اخرج من منزلك، عد إلى سريرك للنوم مبكراً، اشرب الماء، تنفس من الحجاب الحاجز، تناول طعامك بسعادة، كون جدولاً يومياً مرناً لتعيش فيه، كن طيباً، تقبل حقيقة أنك لن تنال محبة الجميع، وقدر أولئك الذين يحبونك، لا تضع لنفسك تعريفاً واحداً، اسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء، ارغب في ما تملك تعلم قول لا للأشياء التي تقف في طريق حياتك، وتعلم قول نعم للأشياء التي تساعدك على الحياة.
المتاهة
من النادر الوصول إلى مخرج المتاهة من المحاولة الأولى، وحين نعلق في متاهة، لا يمكننا الخروج منها باتباع الطريق الذي ضيعنا، بل نخرج منها بتجربة مسارات جديدة، ولا نعد وصولنا إلى طريق مسدود فشلاً، على العكس، نعدها معرفة مفيدة، أمامنا الآن طريق مسدود لن نعود إلية من جديد، كل الطرق المسدودة تساعدنا على الخروج من المتاهة، لنصل إلى الطريق الصحيح، من المفيد دائماً أن نسير على بعض الطرق الخاطئة.
عقول ونوافذ
التعرف على الذات قد يكون صعباً، لا يمكنك الوثوق بعقلك دائماً، قد يكذب عليك أحياناً، أو يتلاعب بك، أو يخفي عنك الحقيقة الكاملة، قد يُقنعك أنك شخص سيء، العقل حقيقي بوصفه عقلاً تماماً كما أن النافذة حقيقة بوصفها نافذة، ولكن هذا لا يعني أن المشهد الذي تراه عبر النافذة هو المشهد الكامل، أحياناً يكون الزجاج متسخاً أو ضبابياً أو مبتلاً بقطرات المطر، وأحياناً يكون المشهد محجوباً بسبب شاحنة كبيرة توقفت أمامه، قد تكون النافذة مخادعة أيضاً، مثلاً، إن كنت ترى المشهد عبر نافذة لها زجاج أحمر فربما تعتقد أن العالم أحمر وبغيض كصحراء المريخ، حتى لو كان المشهد حقولاً خضراء مُورقة.
سعادة
تُطل السعادة حين تنسى ما يفترضه الآخرين عنك، وما يجب عليك فعله لإقناعهم، السعادة هي مصادفة تقبل الذات، هي النسيم الدافئ الذي تشعر به حين تفتح الباب لترحب بذاتك الحقيقية، حين يُغلق أحد أبواب السعادة يُفتح باب آخر، لكننا كثيراً ما نطيل التحديق إلى الباب المُغلق، ولا نرى الباب الذي فُتح لنا.
شيء جميل
جرب الاستمتاع بشيء جميل واحد كل يوم، مهما كان صغيرا، مهما كان تافهاً، أقرأ قصيدة، اعزف أغنيتك المفضلة، اضحك مع صديق، انظر إلى السماء قبل الانغماس الأخير للشمس في الليل، شاهد فيلماً كلاسيكياً، تناول قطعة من كعك الليمون، أياً يكن، ذكر نفسك أن العالم مملوء بالعجائب، حتى لو كنا في مرحلة يصعب فيها تقدير الأشياء الجميلة، قد يُساعدنا أن نتذكر وجودها لنستمتع بها في وقت لاحق.