بدأت الرحلة عادية في ظاهرها، مجرد قطار يشق طريقه في الليل ،في محطة السعد ، حيث ينتظر المسافرون على رصيف بارد خال من الحيوية، كان القطار يتأهب للانطلاق، دقة الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة، إيذاناً بآخر رحلة، وآخر عربة، وربما آخر فرصة للنجاة.
![]() |
| كتاب مابين المحطتين |
أول من صعد إلى القطار كانت تالا، الفنانة الشابة المنهكة، فتاة في منتصف العشرينات، تحمل دفتر رسم قديم وعلبة ألوان مائية، اختارت مقعدا بجوار النافذة، وأغمضت عينيها، لكنها لم تتوقف عن الرسم حتى في نومها.
بعدها، تقدم عبد السلام ببطء، رجل ستيني، يحمل وجها محفوظ بالتجاعيد كخريطة عتيقة، يتكىء على عصاه ويحمل مسبحته، ينظر حوله وكأن القطار مكان اعتاد عليه، جلس بالقرب من الباب وهمس بصوت خافت العربة الأخيرة دائما هي الأكثر هدوء"
تجدون مثل هذه القصص وأكثر في كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفا
